مجموعة فولكسفاغن تهيمن على السوق الأوروبية، وستيلانتيس تتعثر...


كشفت إحصائيات ACEA (رابطة مصنعي السيارات الأوروبية) عن منافسة شرسة في السوق الأوروبية، حيث أظهرت البيانات أداءً متباينًا بين العلامات التجارية. فبينما شهدت بعض العلامات نموًا قوياً، عانت أخرى من تراجعات حادة، مما يعكس التغيرات المستمرة في توجهات المستهلكين وسط التحول نحو السيارات الكهربائية والهجينة.
كما يشير إليه العنوان، أحكمت مجموعة فولكسفاغن الألمانية قبضتها على السوق الأوروبية، بعدما سجلت 525,346 وحدة مباعة خلال أول شهرين من سنة 2025، ما يمثل زيادة بنسبة 4.3% مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. العلامة الرئيسية فولكسفاغن عززت مكانتها بحصة سوقية بلغت 11.1%، مع ارتفاع مبيعاتها بنسبة 12% لتصل إلى 216,565 وحدة. العلامة الفرعية كوبرا كانت من بين الأسماء الأبرز في المجموعة، حيث قفزت مبيعاتها بنسبة 42.3% لتصل إلى 40,869 وحدة، وهو ما يجعلها تقترب من مبيعات سيات التي سجلت 42,212 وحدة. أما العلامة الفرنسية ألبين، فقد شهدت نموًا استثنائيًا بنسبة 137.8%، بفضل النجاح الكبير لطراز A290 GT، مما يجعلها واحدة من أسرع العلامات نموًا في السوق.
في المقابل، لم يحالف الحظ مجموعة ستيلانتيس "مرة أخرى"، حيث واصلت ثاني أكبر مجموعة في أوروبا تسجيل تراجعات، إذ انخفضت مبيعاتها بنسبة 16.1% لتصل إلى 310,091 وحدة. وكانت لانسيا الأكثر تضررًا، حيث هوت مبيعاتها بنسبة 72.7% مع بيع 2,208 وحدة فقط، مما يعكس ضعف الطلب على الجيل الجديد من إيبسيلون رغم توسع العلامة إلى أسواق جديدة. على الجانب الآخر، سجلت ألفا روميو نموًا إيجابيًا بنسبة 29.6%، مستفيدة من الأداء القوي لطراز جونيور، الذي وصلت مبيعاته إلى 9,788 وحدة في شهرين. في المقابل، عانت أوبل/فوكسهول من تراجع حاد بنسبة 27.2%، بينما فقدت فيات 26.9% من مبيعاتها مقارنة بالعام الماضي. العلامة الفاخرة DS لم تكن أفضل حالًا، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 30.3%.
على الجانب الآخر، تمكنت مجموعة رينو من تسجيل أداء إيجابي، حيث ارتفعت مبيعاتها بنسبة 8.2%، مع بيع 205,005 وحدة، مما يجعلها ثالث أكبر مجموعة في أوروبا. ويرجع هذا النجاح جزئيًا إلى الأداء المتميز لعلامة ألبين، التي تشهد ازدهارًا ملحوظًا بفضل طراز A290 GT.
أما مجموعة هيونداي، فقد سجلت تراجعًا طفيفًا بنسبة 5.5%، حيث بلغت مبيعاتها 156,526 وحدة، مما يعكس تحديات في السوق الأوروبية، رغم استمرار الطلب على طرازاتها الكهربائية والهجينة. من جهتها، لم تكن مجموعة تويوتا بمنأى عن التراجع، حيث انخفضت مبيعاتها بنسبة 4.9% إلى 151,589 وحدة.
في فئة السيارات الكهربائية، تواجه تيسلا أزمة حقيقية في أوروبا، حيث تراجعت مبيعاتها بنسبة 42.6%، على الرغم من أن السوق الكهربائية شهدت نموًا بنسبة 31.4%. يبدو أن المنافسة الشرسة من العلامات الأوروبية والصينية تؤثر بشكل كبير على مكانة تيسلا، خاصة مع دخول منافسين جدد بأسعار أكثر تنافسية وجودة تصنيع محسنة.
بشكل عام، تعكس الأرقام الصادرة عن ACEA استمرار التحول في السوق الأوروبية نحو السيارات الكهربائية والهجينة، حيث ارتفعت مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 17.6% لتصل إلى 687,709 وحدة، بينما زادت مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 31.4% إلى 330,584 وحدة. في المقابل، انخفضت مبيعات السيارات العاملة بالبنزين بنسبة 21.9% إلى 562,513 وحدة، كما تراجعت مبيعات السيارات العاملة بالديزل بنسبة 27.5% إلى 172,758 وحدة، مما يعكس تراجع الاهتمام بالمحركات التقليدية لصالح التكنولوجيا الأكثر كفاءة واستدامة.
مع استمرار هذه التغيرات، يبدو أن العلامات التي لم تستثمر بشكل كافٍ في السيارات الكهربائية والهجينة ستواجه تحديات أكبر في المستقبل، بينما ستواصل العلامات التي تقدم حلولًا كهربائية بأسعار تنافسية تحقيق مكاسب في السوق الأوروبية.