حدة جغيدل، أول امرأة تقتحم عالم ميكانيك السيارات في الأغواط
حدة جغيدل هي أول امرأة تقتحم عالم ميكانيك السيارات بولاية الأغواط وبشهادة مهندس دولة في الميكانيك التي تحصلت عليها سنة 2011 من جامعة عمار ثليجي، تعمل اليوم في ورشة لتصليح السيارات.
وقد فرضت ظروف شح مناصب الشغل على حدة في عقدها الثالث أن تعمل في ورشة تصليح السيارات في 2016، وهي مهنة تدخل في صميم تخصصها الجامعي، كما أن الجانب التطبيقي لتخصصها يسمح لها برفع مستوى التحصيل لديها في مجال الميكانيك.
وأكدت في هذا الصدد أن ولوج الورشة والتعامل عن قرب مع محركات السيارات والشاحنات مكنها من الحصول على معلومات جديدة أكثر عملية مما تلقته في الشق النظري ضمن مسار دراستها الجامعية.
وأعربت عن قناعتها الذاتية سيما في ظل ما يفرضه المجتمع من إكراهات لكونه مجتمعا محافظا، بأنها لا تشعر أبدا بوجود اختلاف بينها وبين زملائها الرجال، وأن وجودها بالورشة مكنها من تبادل الخبرات معهم فوجدت في من يمتلك شهادة تقني بسيط، ما لم تجده في من يحمل شهادات عليا، على حد قولها.
وقالت هذه المرأة المصممة على رفع التحدي أنه في البداية، كان الأمر "صعبا بعض الشيء باعتبار أن الشائع في المجتمع أن مهنة الميكانيك تقتصر على الرجال فقط، ذلك أنها تتطلب جهدا بدنيا يصعب غالبا على المرأة تحمله".
إن التطور التكنولوجي في المجال المهني سهل من عملية كشف أعطال المحركات وبالتالي تصليحها، و ذلك عبر تقنية المسح الإلكتروني للذاكرة الموجودة بكل مركبة، وهو ما قد يسهل اقتحام النساء في ميدان ميكانيك السيارات مستقبلا، حسبها.
وبالمناسبة أثنت الآنسة حدة جغيدل على ما حظيت به من تشجيع ودعم كبير من أسرتها التي حفزتها على مواصلة العمل وتقديم صورة مميزة عن المرأة التي يمكن أن تصنع التميز في أي مجال مهني.
وأكد صاحب الورشة التي تعمل بها حدة، العربي طوال، أن انضباط هذه العاملة في الوقت والعمل أثر بشكل إيجابي في كل زملائها ما سمح بتحقيق نجاعة للورشة وزيادة في مردوديتها على الصعيدين الكمي والكيفي.
واعتبر ذات المتحدث أن وجود مهندسة دولة في الميكانيك في ورشته يعد "قيمة مهنية مضافة"، وهو الأمر الذي يسمح، كما قال، بالجمع بين الجانبين الأكاديمي والتطبيقي ويعزز بالتالي من فرص تحسين الخدمة للزبائن.
و.أ.ج